U3F1ZWV6ZTUyNjkwNTcxNTA1Njg3X0ZyZWUzMzI0MTc2ODcwNDk5Mw==

مجزوءة الوضع البشري محور الشخص بوصفه قيمة


الشخص بوصفه قيمة

مقدمة:



من خلال حياتنا اليومية قد نحب بعض الأشياء ونعجب ببعض المناظر الطبيعية لحد الدهشة، قد نحب بعض الحيوانات ونخشى بعضها الآخر، كذلك الشأن بالنسبة للفرد البشري، فيمكن أن نشعر تجاهه بكل هذه المشاعر لكن مع ذلك لا يكون موضوع احترام وتقدير، ومن ثمة تطرح التساؤلات التالية:
ماهو الثابت البنيوي في الشخص والذي يجعل له قيمة في ذاته
كيف تتحدد قيمة الشخص، هل باعتباره ذاتا أخلاقية أم في تعامله مع الآخرين أم أنه ذات معزولة ومتعارضة معهم
هل يمكن فلسفيا تبرير الإحترام والكرامة الواجبين بشكل مطلق للشخص البشري

موقف كانط


 يعتبر كانط أن مايجعل الشخص متميزا عن باقي الكائنات الأخرى هو حيازته لملكة الفهم وقدرته على  تحديد غابات لنفسه، وكون الشخص ذاتا عاقلة، يجعله يعمل بمقتضى الواجب الأخلاقي الذي يحتم عليه أن يحترم ذاته ويحترم الآخرين، لأنه يكشف ذاته باعتباره موجودا يملك كرامة وهي قيمة داخلية مطلقة تجعله يتجاوز كل تسعير.

إن الشخص من منظور الأخلاق  الكانطية ليس مجرد وسيلة يمكن أن تستخدمها هذه  الإرادة أو تلك، كما هو الشأن بالنسبة للموضوعات والأشياء التي تحوز قيمة نسبية، بل هو يتعين منذ البداية كفاية في ذاته وهذا الأمر يكسبه قيمة مطلقة وكونية تجعله يستحق الإحترام والتقدير ويتجلى  مبدأ الاحترام المطلق للشخص من خلال الأمر المطلق الذي يمكن أن نصوغه كما يلي : تصرف دائما بشكل تعامل  بمقتضاه الإنسانية في شخص غيرك مثلما في شخصك باعتبارها غاية لا وسيلة.
 موقف طوم ريغان
يقوم موقف المفكر والحقوق الأمريكي طوم ريغان على سجال مع موقف كانط، فهذا الأخير يؤسس القيمة المطلقة التي نعزوها للكائنات البشرية  على خاصية العقل العملي الأخلاقي، والتأمل في هذه المسألة يجد أن هناك كائنات بشرية تفتقد لتلك الخاصية كالأطفال والمعتوهين و المرضى في حالة غيبوبة...
وبالتالي فاعتماد هذه الخاصية الأخلاقية يفضي إلى إن كل كائن لاتتوفر فيه هذه الخاصية  يجوز التعامل معه كالأشياء، ويصبح فاقدا للكرامة.
ويرى ريغان في المقابل بأن قيمة الشخص تكمن في خاصية ثابتة لدى الكائن البشري وهو كونه ذاتا تستشعر حياتها وليس في كونه ذاتا أخلاقية؛ فجميع المخلوقات التي يمكنها أن تكون قابلة للحياة أي مواضيع لوجود يمكن أن يتحول للأفضل او الأسوء بالنسبة إليها تحوز قيمة مطلقة، ومن ثمة تستحق أن تحترم مصالحها في عيش حياة أفضل.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة